top of page

كيف أكتب أهدافي ؟

تاريخ التحديث: ٣٠ نوفمبر ٢٠١٩

الرغبة في تحقيق الأهداف والوصل اليها بأفضل الطرق هو هدف رئيسي لفكرة التخطيط. فهي التي تساعدنا على الحفاظ على اتجاهنا والطريق الصحيح

وكتابة الأهداف عنصر قد يستغرق الكثير من الطاقة والوقت في مجال التخطيط، ولأن الهدف من التخطيط وفكرة التخطيط مبنية على تحقيق أهداف فلابد من كتابة أهداف صحيحة في الصياغة والمضمون لإنجازها والفرح بالوصل اليها.

إذا كيف أكتب أهدافي؟

لكتابة هدف يمكن القول عنه أنه هدف فيجب أن يشتمل على خمسة أركان اساسية وضعت في استراتيجية تسمى Smart goals setting . وهذه الاستراتيجية جمعت الأركان الاساسية لصياغة الأهداف في كلمة واحدة وهي smart، حيث أن كل حرف. من هذه الكلمة يدل على صفة اساسية للتخطيط، وهي كالتالي:

حرف s يعني spesific وتعني التحديد، وحرف m يعني measurable وتدل على أن الهدف يجب يكون قابل للقياس ، و حرف A يرمز ل actionable ومعناه هدف يمكن تحقيقه، واما حرف R يدلل على relevant وهي أن يصب الهدف في بناء وتحقيق هدف أكبر، وأخيرا حرف T يعني time based ومعناه اعتماد الهدف على وقت لإنجازه.



أولا ؛ أن يكون الهدف محدد ودقيق

فالهدف يجب أن يكون محدد ومعني بشيء بحد ذاته، فخطأ كبير تعين هدف مفتوح وشامل، فهذا يعطي مجال ومساحه للتيهان والضياع او حتى اخلال الطريق في الوصول الى الهدف المرجو، مثال: كتابة هدفي أن أكون صحية ! فهذا هدف واسع وشامل فالصحة تشتمل على التمارين الغذاء و شرب الماء وأمور أخرى متعدده. فعند العمل على هدف مفتوح المجال كالتالي قد يوفر لي فرص من التسيب فمثلا أشرب الغازات و أكثر من الحلوى و أعزي نفسي بأكل الخضار ، بينما لو أني وضعت هدف محدد كأن أكتب : هدفي هوا عدم شرب المشروبات الغازية فهنا وضعت نفسي في نطاق ضيق لايمكنني الهروب منه وبالتالي لن أشرب الغازات وأوهم نفسي بأني أتبع الهدف باكتفائي بأكل الخضار.

ومثال أخر كأن أقول هدفي هو تعلم الرسم ، فيجب تحديد أي نوع وأي أسلوب من الرسم فالرسم باب واسع وشامل، واذا ترك الهدف مفتوح سأتوه خلال تحقيقه فقد أقوم بتجربة أنواع متعدده ومحاولة لتعلم أساليب مختلفه وفي النهاية أجدني لم أتقن ولا نوع ! بينما لو حدد تعلم الرسم بالألوان المائية بأسلوب wet watercolor technique فهنا كان النطاق محدد وسينبغي عليا الالتزام وتعلم هذا الأسلوب.

ثانيا هو ان يكون هدف قابل للقياس:

ولقياس الاهداف يمكن الاستعانة باستخدام متتبع العادة. وهنا يجب التنويه بجعل الهدف في كميات مقاربه للقياس أو تجزئه لوحدات في فترات ليسهل المتابعة فمثال وضع هدف للقراءة بشكل أكثر يفضل جعله محدد بعدد الكتب او الصفحات بالتالي يمكن متابعة الالتزام بالقدر الوضوع من عدده. وايضا عند وضع هدف لنقصان الوزن فالأفضل تحديد عدد الكيلوجرامات وربطها بفترات بالتالي يمكن متابعه سير الهدف بشكل صحيح . أيضا للأمور الغير ممكن تحديدها بكمية يمكن ربطها بالوقت وجعل الوقت هو المقدار الذي يقاس عليه مثلا : اضع هدف بممارسه الرياضه ٢٠ دقيقه يوميا ، ستكون ال ٢٠ دقيقه هي قياسي ففي كل يوم أقوم بمتابعه مقدار الوقت الذي مارست فيه الرياضة.


ثالثًا : ان يكون الهدف قابل للتحقيق وغير خالي من مضمون التحدي

أكثر الأخطاء التي نرتكبها عند كتابة هدف هو جعله تحديا كبيرا وفي الغالب نفشل في تحقيقه ويأثر علينا سلبنا هذا الفشل . يجب النظر الى الاهداف بأنها تحدي لكن تحدي بالامكان الفوز فيه

فالاعتدال هو الأمثل، مثال أن تكون طالبة بمستوى متدني دراسيا وتضع هدفها بأن تكون من الخمسة الأوائل! صحيح أن الهدف محفز وجميل في ضمنه لكنه تحدي، لا نقول انه من المستحيل تحقيقه ولكن لتحقيقه ينبغي التدج به وتبسيطه ، فالأفضل ان يكون هدفها على سبيل المثال: هدفي الحصول على معدل لا يقل عن ٨٠ في جميع المواد ، فهنا وضعت لها هدف بالبذل والاجتهاد اكثر لتحسين درجاتها ومن ثم يمكنها التدرج بالهدف بعد تحقيقه في العام التالي كأن تكتب هدفي أن أحصل على معدل تراكمي ٩٠ ، ثم تتدرج أكثر وتضع هدف لها بأن تكون من العشرة الأول وهكذا الى ان تصل الى الهدف الكبير وهو ان تكون من الخمسة الأوائل.

الأهداف الكبيرة يجب ان تجزء لأهداف صغيرة جميعها تصب نحو الاقتراب وتحقيق الهدف الكبير ، فلو أن هذه الطالبة كتبت هدفها كما بالطريقه الاولى : هدفي أن أكون من الخمسة الأوائل ! وفي نهاية العام لم ترتفع دجاتها الا الشي القليل لوجدت أنها لم تقترب حتى من الهدف ولشعرت بأن جميع بذلها واجتهادها هباء منثورا ولربما توقفت أو تخلت عن الهدف من بعد هذه التجربة.

الأهداف مثلها مثل كل أمور الحياة يجب أخذها بالتدرج وصعود السلم عتبة عتبة كي يكون مردودها نافعا ومحفزا. فكتابة الأهداف حنكة وذكاء ، فلا نكتب أهدافا نعلم انه يمكننا تحقيقها بغمضة عين ولا تحتوي على أي تحدي في مضمونها يجعلنا نبذل ونجتهد ، بالمقابل لا نكتب أهدافا لا يكون لنا وصول لها حتى مع بذلنا أعلى الامكانيات.


رابعا : أن الأهداف الموضوعة يجب أن تصب أخيرا في اتجاه هدف أكبر تريد تحقيقه على المدى البعيد.

مثال شخص ما لديه أهداف عدة منها : ١- أن يقرأ ١٠ كتب خلال العام ٢- صنع مؤسسة شخصية في مجال محدد ٣- تعلم هواية أو حرفه محددة… والعديد من الأهداف الأخرى.

فإذا جئنا للهدف الثاني فهو هدف يشتمل تحته عى عده أهداف قد تستغرق سنوات لان يصل اخيرا الى الهدف الحقيقي ، كما أنه هدف يمكن أن تعمل في صالحه الأهداف الأخرى، مثل الهدف الأول وهو أن يقرأ ١٠ كتب في السنة، فيمكن أن يستغل هذا الهدف فيخدمه في اتجاهين ، فعند اختيار مواضيع الكتب يمكن أن تشتمل على كتب تخدم غايته في المجال الذي يريد مؤسسته فهنا وكما نقول في مثلنا الشعبي " ضرب عصفورين بحجر واحد" قد حقق أحد اهدافه بأن يكون شخص قارئ ومثقفه كما انه صب فائدة هذا الهدف واستغلها في الوصول الى هدف اخر فبقراءته واستزادته سيكون قد اكتسب من المعلومات الكم الكثير في المجال الذي سيساعده لاحقا في افتتاح مؤسسته.

وأيضا يمكن أن يستغل هدفه الثالث في تعلم هواية او حرفه لتصب في مصلحة هدفه في افتتاح المؤسسة فيمكنه بعد تعلم هذه الحرفه تعليمها او اعطاء دورات لمبتدئين راغبين بتعلم الأساسيات وبالتالي سيجني المال الذي يمكن أن يدخره ويجعله لاحقا رأس مال لبناء مؤسسته.

وهنا يجب التنويه على أن هذه الخطوة يجب أن تتضمن سؤال للذات وهو ( لماذا أرغب بتحقيق هذا الهدف ؟ ) لأن أحد أكثر الأخطاء شيوعا هي وضع هدف والعمل عليه وعند تحقيقه نجد انه لا غاية ولا منفعة متحصل عليها من هذا الهدف ! فمن قلة الوعي اهدار وقت وجهود وطاقات على هدف لا هدف من وراءه بينما يمكن تحقيق أهداف أخرى غيره ذو نفع ومن هنا يمكن ضرب مثال على تعلم لغة جديدة لا أحد من محيط الشخص يستخدمها وليس بحاجة لها سواء على الصعيد المهني او التعليمي ! فبدل اهدار وقت وطاقه في لغة لن أستفيد من تعلمها شيء فقط الرغبة أو حب اللغه فيمكن تعلم لغة من أحد اللغات المتحدثة عالميا وهنا حققت فائدة من هذا الهدف فيمكن تحدث هذه اللغه او ممارستها في السفر أو في قطاعات الترجمة وغيره.


خامسا : أن يكون الهدف مرتبط ومتعلق بالوقت

تحديد مواعيد ومعايير نهائيه هو أهم مايمكن ان يشتمل عليه أي هدف، فالوقت معيار ومحفز ، وهوا حل لأكثر مشاكلنا في هذه الحياة وهي التأجيل والتسويف. فوضع الخطط والأهداف المفتوحة عادة ما ينتهي بها الامر لأن يبتلعها الزمن دون جعلها واقعا أو بأن تفوت الفرص دون ان ندرك.

الوقت ببساطة كمنبه لوضع الطوارئ بالنسبة لنا فاقتراب موعد لهدف ما دون العمل عليه يشعل فينا الحماسه لإنجاز العمل

ومن هنا يجب التنويه على أنه يجب استغلال هذه الخاصية بشكل ايجابي، فلا نضع وقت أطول مماينبغي لعمل لا يستدعي ولا نضع وقت أقصر من المطلوب لعمل يحتاج الكثير من الوقت مما يؤدي اما لنفاذ طاقتنا واجهادنا فوق المستطاع فنفقد لذه تحقيق العمل او الى انتهاء الوقت دون اكمال العمل وبالتالي يراودنا شعور الذنب والتفريط والفشل في الوصل للهدف.

ومن هنا نذكر أمثلة المهام او المشاريع الصفيه ، فغالبا ننجزها فقط قبيل موعد التسليم النهائي فقط لأنه لا محالة لنا و لم يعد هناك اي مجال للتسويف وكذلك في أهدافنا الخاصة فيجب وضع وقت ونقيده بعقوبات والتزامات كي يستوجب علينا الالتزام

مثال لا يجب أن أكتب هدف محتواه : أن أقرأ ١٢ كتابا في السنه . بل يجب أن ارب وقت لكل كتاب حسب حجمه او عدد صفحاته او ان احدد عدد صفحات محدد في وقت محدد خلال اليوم ، او تحديد كتاب لكل شهر يجب الانتهء منه بحلول نهاية الشهر.

وكذلك في وصع نظام صحي لممارسة التمارين فيجب ربط التمرين بوقت محدد خلال اليوم ، كأن أحدد ربع ساعه من يومي للرياضة وأن أحدد وقت خلال اليوم كموعد نهائي لا يأتي الا وقد انتهيت من ممارسة التمارين .




أخيرا يمكن القول أن كتابة وصياغة الأهداف هي مهارة تكتسب بالممارسة . وكتابة الأهداف لا يعني الالتزام بها بشكل بحت لأن جميع الأمور في حياتنا تتغير ومنه أهدافنا . فالاهداف قابله للتغير والتعديل بما نراه مناسب او بما يتوافق مع حاجتنا. ويجب الأخذ بالاعتبار أن الأهداف تحتاج الى تقييم ومراجعة من وقت لأخر لتأكد من مناسبتها وأننا لم نخلل السير في طريقنا نحوة تحقيقها.

الأهداف هي عملية مستمرة لا تنتهي أبدا ولا تتوقف ، فتحقيق كل هدف يضع أمامنا عده أهداف أخرى ويجرنا لتحقيقها.




تمنياتي لكم بأهداف منجزة ومحققة دائما وأبدا



٤٨ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


Subscribe Form

bottom of page